قال الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله

وأنصح إخواني في الله أَنْ يَحْذَروا ويحذِّروا مِنَ البِدَع والمُبتدِعين، الذين أحدثوا في الدِّين، وحالوا دون تقدُّم المسلمين؛ فلْيَحذروا مِنَ الحوادث التي اشتهر ـ عند أهل العلم بالسنَّة ـ مُخالَفتُها للكتاب والسنَّة؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ؛ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»(٥).

وإنما كان التحذيرُ مِنَ البِدَع والحوادث لمُناقَضتِها لأحَدِ شرطَيِ العبادة، وهو المتابعةُ للرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ونذكر مِنْ أهل البِدَع: الخوارجَ بأنواعهم، والشيعةَ بفِرَقها وأنواعها: الغاليةِ وغيرِ الغالية، والصوفيةَ بجميعِ طُرُقها، والمعتزلةَ والأشاعرة والمُرْجِئة والحركاتِ الباطنيةَ المُناوِئةَ للإسلام كالإسماعيلية والبابية والبهائية والقاديانية (الأحمدية) والأحباش، وكذلك كُلَّ الدعواتِ والنداءاتِ الداعية إلى تحكيم الديمقراطية وإرساءِ أساليبها وتشريعاتها، أو حركاتِ تحرير المرأة أو الحركاتِ الداعيةَ إلى حرِّيَّة الاعتقاد وتسامُحِ الأديان وتَقارُبها، وكذا المُعتقَداتِ والفلسفات التي وُلِدَتْ في كنفِ الحضارة الغربية كالعلمانية والاستشراق والتغريب والتنصير وغيرها.

هذا، ولا تَزال دُوَلُ الكفر تشجِّع المُبتدِعةَ على نشرِ بِدَعِهم، وتمدُّ لهم يدَ العونِ والمساعدة؛ قَصْدَ القضاءِ على الإسلام وتشويهِ صورته، كما لا يَزال ـ مِنْ جهةٍ أخرى ـ علماء السنَّة يردُّون على المُبتدِعة ويُنْكِرون عليهم بِدَعَهم في كُلِّ عصرٍ ويمنعونهم مِنْ مُزاوَلتِها، والحمدُ لله أوَّلًا وآخِرًا.


من مقال ( وصيَّةٌ أخويةٌ جامعة ونصيحةٌ حبِّيَّةٌ نافعة )