بسم الله الرحمن الرحيم
– إن الإرهاب شرٌّ مستطير، تناول بناره شعوبًا ودولًا، والأعظم شرًّا فيه أن يكون سياسة وورقة تستعمله دولة من الدول لتحقيق مصالحها، فإذا كان الحال كذلك، فلا تسأل بعدها عن مدى الدمار وسفك الدماء الذي سيكون، بقدر تلك الإمكانيات التي ستوهب لهذا الإرهاب، من أجل تلك المصالح..
وإني هنا إنما أذكر مثالًا، والواقع مليء بشر مما ذكر، والله المستعان، ثم يكون دور الشياطين بعد كل هذا الشر، أن ينسبوا هذا الإرهاب لكل بريء يراد أن يؤخذ ما في ملكه، وينسبونه إلى دين الإسلام!.. والإسلام بريء منه، ولا غرابة فالشيطان لا يدخر جهدًا في ذم الملائكة، ونسبة الشر لهم.
وإني أذكر في مقالتي هذه مثالًا واحدًا عن شر قد استطار، تحت مظلة القانون والدولة، وهو إرهاب بلا شك ولا ارتياب، ألا هو: «علاقة تنظيم القاعدة بدولة إيران»، أذكر فيه بعض الحقائق، ومن تتبع سيجد أدلة أكثر.
وهذا البحث يحتوي على:
1- المقدمة.
2- الخدمات التي قدمتها إيران لتنظيم القاعدة.
3- استهداف إيران شيعةَ العراق بالتفجير والذبح من خلال تنظيم القاعدة من أجل إثارة الطائفة لصالحهم.
4- إطلاق الإرهابيين من سجون العراق تمهيدًا لإنشاء دولة إرهابية في منطقة أهل السنة في الموصل، من أجل إيجاد قانون يبيح لهم تدمير بلادهم.
5- المخابرات العالمية في تنظيم القاعدة، ينفذون الإعدامات باسم الإسلام.
6- بعض الأدلة على تعاون إيران وتنسيقه مع تنظيم القاعدة.
7- تنظيم القاعدة يتمنى مجيء أمريكا إلى العراق ويسعى لخراب العراق.
8- الخاتمة.
المقدمة:
علاقة تنظيم القاعدة بدولة إيران:
إن هذه الحقيقة الخطيرة تبين علاقة هذا التنظيم بناء على معتقدهم القائل: (إن الغاية تبرر الوسيلة).
إن زعماء تنظيم القاعدة على استعداد للتحالف مع كل قوة شيطانية، من أجل تحقيق مصالحهم، في تدمير بلاد المسلمين.
وإن المصلحة المشتركة قد اتحدت فيما بين تنظيم القاعدة، ودولة إيران، في تدمير بلاد أهل السنة والجماعة، وإن الوثائق الكثيرة تبين التعاون المطلق بين دولة إيران وهذا التنظيم الإرهابي.
من ذلك أن هذه الدولة تقوم بمساعدة أفراد هذا التنظيم على اللجوء إلى إيران، والاختفاء فيها، وتقوم وحدات تنظيم القاعدة بتدريب فصائلها في أرض إيران، كما جرى من علاقة لهم مع التنظيم بقيادة أبي مصعب الزرقاوي، وهذا بعلم المخابرات العالمية.
تقوم إيران بتزويد تنظيم القاعدة بالذخائر والأسلحة، ويقوم تنظيم القاعدة بتقديم الخدمات بالمقابل، فدولة إيران، ومن تلك الخدمات:
1- يقوم تنظيم القاعدة بقتل قادة وعلماء أهل السنة، وخاصة السلفيين منهم، لأنهم أشد الناس على دولة الصفويين، والسلفيون كذلك أشد الناس على تنظيم القاعدة، إذ إن السلفيين طلبة علم، لا تنطوي عليهم شبهات تنظيم القاعدة، ولا خزعبلات الدولة الإيرانية الصفوية، فيحذرون منهم بالعلم، فيقابلهم الصفيون الإيرانيون وتنظيم القاعدة بالقتل والاغتيال، لأنهم عديمو الحجة.
2- قام تنظيم القاعدة بالتفجيرات في صفوف عامة الشيعة في العراق، وكذلك فعل في صفوف أهل السنة، وذلك لإيجاد فتنة بين صفوف الشيعة وأهل السنة، لتلد بعد ذلك الحروب الطائفية، التي لن يحصد كلا الطرفين منها إلا الحنظل.
3- ومن ذلك ما قام به رجال القاعدة الذين أطلقهم نوري المالكي من السجون، وأمر وحدات جيشه في منطقة الموصل أن يسلمهم السلاح الموجود في أيديهم، فكان هذا هو يوم 10 من مارس/ آذار 2014، في أعقاب سقوط ثاني أكبر مدينة عراقية، ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، في قبضة مليشيات من الجماعة التي كانت تطلق على نفسها في ذلك الحين اسم “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
وقبل أربعة أيام من ذلك اليوم، تدفقت الرايات السوداء في اتجاه المدينة، وعبر بضع مئات من عناصر التنظيم الصحراء في موكب انطلق من قواعد التنظيم شرقي سوريا، ولم يلق سوى مقاومة محدودة في طريقه للفوز بجائزته الكبرى.
وكانت الغنائم الوفيرة في انتظارهم. فقد قام الجيش العراقي، الذي أعاد الأمريكيون بنائه وتدريبه وتجهيزه بالعتاد بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003، بالتخلي عن كميات كبيرة من المدرعات والأسلحة المتقدمة حيث استحوذت عليها المليشيات على الفور. كما قيل أنهم نهبوا نحو 500 مليون دولار من فرع البنك المركزي في الموصل.
ومع انهيار الجيش في المنطقة الشمالية بأكملها، تحركت الميليشيات بسرعة عبر وادي دجلة، وتساقطت البلدات والقرى واحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو. ولم يكد يمر يوم حتى استولى مسلحو التنظيم على بلدة بيجي بما في ذلك مصفاة النفط الضخمة بها، ثم سرعان ما استولوا أيضا على بلدة تكريت السنية القديمة، مسقط رأس صدام حسين.
وعلى أطراف تكريت، توجد قاعدة عسكرية كبيرة، سيطر عليها الأمريكيون منذ 2003، وتغير اسمها إلى معسكر سبايكر، نسبة إلى أول قتيل أمريكي في حرب الخليج الثانية “عاصفة الصحراء”، وهو طيار يُدعى سكوت سبايكر، أسقطت طائرته عام 1991 في منطقة الأنبار غربي العراق.
ثم حاصرت ميليشيات تنظيم الدولة ذلك المعسكر، وهو يعجّ بالمجندين العراقيين، واستسلم المعسكر بأكمله. وقد صُنف آلاف الأسرى بحسب انتماءاتهم، فالشيعة منهم أٌخِذوا وقيدوا ونُقلوا في شاحنات بعيدًا ليطلقوا النار عليهم في خنادق معدة مسبقًا. ويُعتقد أن قرابة 1.700 شخص قتلوا في هذه المذبحة بدم بارد. ولا تزال عمليات البحث عن المقابر الجماعية مستمرة.
وبدلًا من أن يخفي التنظيم جرائمه الوحشية، تلذّذ بعرض مقاطع فيديو وصور على الإنترنت تظهر عناصره المتشحون بالسواد وهم يقتادون السجناء الشيعة ويطلقون عليهم الرصاص.
أما من حيث الزهو والابتهاج بالقسوة والأعمال الوحشية، فإن ما حدث بعد ذلك كان أكثر بشاعة.
فبعد توقف دام شهرين فقط، أطل داعش الذي بات يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية”، برأسه مرة أخرى ليستحوذ على مساحات كبيرة شمالي العراق التي يقطنها الأكراد.
وكانت مدينة سنجار ذات الأغلبية الإيزيدية، هذه الأقلية الدينية التي يعدُّها التنظيم مجموعة من الزنادقة، من بين تلك المناطق.
فقتل المئات من الإيزيديين الذين لم يتمكنوا من الفرار. أما النساء والأطفال، ففصلوا عن بعضهم البعض ثم أخذوا سبايا حرب، إلى حين بيعهم أومقايضتهم كسلع منقولة، واستخدمت الفتيات والنساء جواري للمتعة الجنسية. ولا يزال الآلاف مفقودين، يواجهون هذا المصير.
ووصل تعطش التنظيم، الذي يتعمد أن يكون صادما، لسفك الدماء أوجه بنهاية الشهر نفسه، في أغسطس/ آب 2014.
فقد بث التنظيم مقطع فيديو يظهر فيه قاطع الرؤوس سيء الصيت محمد اموازي، ذو اللكنة اللندنية، والذي لُقب على سبيل التندر باسم “الجهادي جون”، وهو يقتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي بطريقة تقشعر لها الأبدان.
وفي الأسابيع اللاحقة، ظهر المزيد من الصحفيين وموظفي الإغاثة الأمريكيين والبريطانيين، منهم ستيفن سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينج وبيتر كاسيغ (الذي كان قد أشهر اسلامه وغير اسمه إلى عبد الرحمن) وهم يُذبحون في مقاطع فيديو مشابهة متقنة الإنتاج والإخراج، لم تخل من البيانات التروجية للتنظيم والتحذيرات المروّعة.
ثم صرح الجيش العراقي في 26 يونيو/حزيران 2017: بأن قواته تقترب من تطهير مدينة الموصل كليا من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.
وانطلق هذا الجيش يسانده القوات الطائفية الرافضية، التي قاتلت تحت ظل راية الجيش، لكن الذي جرى أعظم من أن يتمكن إنسان من وصف جرائمه، وكل هذه الجرائم التي وقعت من هؤلاء الرافضة الذين صرحوا بأنهم طائفيون وقتلوا الأطفال أمام الكاميرات، ولا قانون يلاحقهم، لأنهم في الظاهر يقاتلون تنظيم القاعدة: (داعش) الذي كان قد سبقهم بذبح أهل السنة من السلفيين، ومن عامة المسلمين، في تلك البلاد.
وهكذا ما ورث العراق من هذا التنظيم وهذا التمكين له في الموصل إلا دمار الموصل، وراح ضحية هذه المعارك آلاف الأبرياء، وكانوا ضحية تمكين هذا التنظيم من احتلال الموصل.
4- أغلقت السفارات العربية في بغداد بسبب خطف وذبح موظفي السفارات، على أيدي تنظيم القاعدة، ولكنهم لما قبضوا على سفير إيران قاموا بتسليمه إلى دولته!.
5- قامت دولة إيران بتوفير مركز للتدريب تابع لتنظيم القاعدة، في منطقة خراسان: (ترب جام حيدري) الواقعة على الحدود الأفغانية. ويشرف على تدريب المقاتلين المخابرات الإيرانية بالتعاون مع عناصر تنظيم الدولة.
ومن المسؤولين الإيرانيين المشاركين على هذا التدريب:
– محسن رضائي. نائب رئيس مصلحة تشخيص النظام الإيراني.
– علي شمخاني وزير الدفاع الإيراني.
– حسين زماني مسؤول الإدارة والميرة.
– أحمد جلالي قومي مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم القاعدة.
– وممن لجأ إلى إيران من أفراد التنظيم:
أ- سعد بن لادن، نجل أسامة بن لادن.
ب- سيف العدل المصري، المسؤول العسكري السابق في القاعدة، والشخص الثالث في التنظيم.
ج- سليمان أبو الغيث المتحدث باسم تنظيم القاعدة.
ويوجد معسكر (الشهيد مفتح) في إيران في محافظة كرمنشاه يتم فيه تدريب عناصر حزب الله اللبناني، وفيلق بدر وعناصر تنظيم القاعدة!.
كما يوجد معسكر لتدريب عناصر تنظيم القاعدة في إيران في طهران و(قم)، – الطريق السريع، -شمال شرق مرقد الخميني، – بمسافة 15- 20 كم، قرب مقبرة بهشت زهرا، في منطقة جبلية كثيفة الأشجار، وكان هذا المعسكر يستخدم سابقا لسجن الأسرى العراقيين في زمن الحرب العراقية الإيرانية، وأغلب المتدربين في هذا المعسكر من جنسيات (مغربية، ليبية، أفغانية، جزائرية، باكستانية)، ويتم تدريب تلك العناصر على عمليات التفجير، واستخدام الأسلحة المختلفة وذلك بإشراف عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
ويوجد على الطريق المؤدي إلى هذا المعسكر نقاط تفتيش من عناصر الأجهزة الأمنية الإيرانية، وقد تم تمويه المعسكر لغرض إخفاء عمله الحقيقي حيث وضعت لافتة على الطريق المؤدي إليه، تحمل اسم: (باتري سنا) لإظهار أنه معمل لإنتاج البطاريات.
6- في شهر سبتمبر (1999) ألقت أجهزة المخابرات التركية القبض على مجموعة من عناصر (تنظيم القاعدة) حيث كانت تستهدف التسلل إلى تركيا لشن اعتداءات بمناسبة انعقاد مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوربي، والذي كان مقررًا افتتاحه في اسطنبول: (18/ نوفمبر) وقد تبين للأجهزة الأمنية التركية أن هذه العناصر الإرهابية قد تم تدريبها وتشكيلها في إيران: (تبريز)، وأنها جزء من تنظيم القاعدة.
7- توجه أحد مبعوثي زعيم القاعدة: (أسامة بن لادن)، إلى (طهران)، للبحث عن سبل لمساندة (ألبان كوسوفو).
حيث أكد آية الله روحاني! -الأمين العام لمجلس الأمن الإيراني- في خلال نقاش مع أعضاء المجلس على أهمية تحويل كوسوفو إلى قاعدة جديدة للأنشطة الإسلامية في أوروبا، وهي فكرة أيده عليها أسامة بن لادن، وحركة طالبان!.
8- في فبراير عام: (2000) بدأت القاعدة وطالبان مع بعض المبعوثين الإيرانيين مفاوضتهم السرية في السفارة الإيرانية في دبي. وكان المكلف بإجراء هذه الاتصالات عن (الملا عمر) زعيم طالبان الأفغانية، هو: (مولاي أحمد متوكل)، وكانت هذه المفاوضات تهدف أولا إلى إيجاد أرضية مشتركة بين إيران وحركة طالبان، بعد تدهور العلاقات بينهما بعد سقوط كابول عام: (1996)، وسلب محتويات القنصلية الإيرانية في مازار شريف: (8/ أغسطس آب/ 1998)، حيث قام الطالبان بقتل تسعة من دوبلوماسيي إيران.
وأيضا تهدف إلى إشاعة السلام على الحدود المشتركة بينهما، والحيلولة دون قيام تحالف بين مسعود والأجهزة الأمنية الإيرانية.
ولكن بدفع وتشجيع من أسامة بن لادن أدى هذا الاجتماع السري بين (القاعدة وطالبان) وبين (إيران) على شن قتال جديد ضد أوربا والغرب كله وأمريكا!.
9- أظهرت لجنة التحقيق حول أحداث: (11/ سبتمبر) استنادا إلى استجوابات العديد من مسؤولي تنظيم القاعدة: (ومنهم: توفيق عطاش)؛ تعاونا بين إيران والقاعدة، وأن إيران سهلت وصول أعضاء القاعدة الذين عبروا أفغانستان إليها، وأن ضباط الحدود الإيرانية تلقوا تعليمات صارمة ألايضعوا تأشيرات على جواز السفر وإنما على استمارة ملحقة، وذلك لئلا يتركوا أي أثر يدل على المرور عبر إيران.
فعبر من خلال إيران (18) متورطًا في هذه الاعتداءات، ما بين شهري: (تشرين الأول 2000م) و(شباط: 2001)
10- في بداية عام: (2000) وبعد أسابيع من انطلاق العمليات العسكرية ضد أفغانستان، أشارت أمريكا إلى أن إيران كانت قد تساهلت حول وجود أعضاء القاعدة وطالبان فوق أراضيها، وردَّ الناطق باسم وزير الخارجية الإيراني (حميد رضا آصغي) مؤكدًا (أن إيران كانت قد سلمت جميع الأجانب المرتبطين أو المشتبه بارتباطهم بالقاعدة إلى بلدانهم الأصلية).
لكن السلطات الأردنية أعلنت في (أيلول عام 2003) رسميًّا بأن إيران كانت قد ردَّت بالرفض على طلب تسليم (أبي مصعب الزرقاوي) الذي أوقفته سلطات (طهران) مؤقتًا عام (2002) عند هروبه إلى كردستان العراق، واستندت الحجة التي ساقتها (إيران) إلى أن (الزرقاوي) الذي كان يحمل جواز سفر (سوري) لا يمكن إبعاده إلى (الأردن)، ولتسهيل تنقلاته امتلك (الزرقاوي) العديد من جوازات السفر المزيفة، وخاصة جوازات بريطانية ولبنانية، وإيرانية، ويمنية.
11- إصابة الزرقاوي أثناء الهجوم الأمريكي علىأفغانستان، فإنه وجد ملاذًا آمنًا له في مدينة (مشهد الإيرانية)، حيث تلقى العناية الطبية في إيران، وذلك بتاريخ: (5/ كانون الثاني 2002) وظل الزرقاوي في إيران حتى شهر (نيسان عام 2002) ومنها نسَّق انسحاب أعضاء تنظيم القاعدة إلى كردستان، وبعد ذلك إلى طهران ثم إلى زهدان، في جنوب إيران، حيث كان طيلة تلك المدة تحت حماية النظام الإيراني.
12- استطاعت السلطات الأردنية أن تؤكد أن جميع قادة شبكة الزرقاوي التابعة لتنظيم القاعدة، بأنهم كانوا في إيران في العام: (2003)، وذلك استنادًا لاعترافات الأردني (أحمد محمود صالح الرياتي) الذي اعتقلته قوات التحالف في شهر (آذار عام 2003).
13- في عام: (2003) ازدادت اتهامات أمريكا لإيران بأنها تؤوي العديد من قادة القاعدة، فضلًا عن أعداد أخرى من أعضاء التنظيم، فكان لا بد لإيران من الاعتراف بأنها قد أوقفت في تموز (عام 2003) كثيرًا من عناصر التنظيم، وأنها طردت بعضهم إلى بلادهم الأصلية، وأوضح وزير الإعلام الإيراني (علي يونس) قائلًا: (اعتقلنا عددًا كبيرًا من أعضاء مهمين نوعًا ما، في شبكة أسامة بن لادن).
والواقع أن هذه القيادات والأعضاء كانت تتمتع بحماية ودعم وتدريب في إيران، من قبل النظام الإيراني.
14- ذكرت مصادر كثيرة عن وجود (محمد مكاوي سيف العدل المصري)، و(سعد بن لادن)؛ في إيران وكانت تحميه وحدة عسكرية إيرانية، لكن الحكومة الإيرانية أنكرت هذا، ثم اعتذرت بأنه يستحيل مراقبة (1900) كم من الحدود التي تفصل باكستان وإيران عن أفغانستان، وأقرت بأن عناصر القاعدة كان بوسعهم دخول إيران.
والواقع أن إيران كانت قد فتحت المجال لقادة تنظيم القاعدة وعناصره من دخول أرضها، وذلك بالتنسيق التام بين الطرفين، وتعطيهم في أرضها التغطية اللوجستية والطبية والحماية والتدريب العسكري لهذا التنظيم الإرهابي التكفيري.
فما هي المصالح المشتركة بين هذا الطرفين، حتى تضحي إيران بكل هذه التضحيات من أجله؟!!.
إن التيار التكفيري الإرهابي المتمثل بالقاعدة، وداعش حديثًا، وما تفرع عنهما، يهدف إلى زعزعة الأمن في البلاد العربية المسلمة أوَّلًا، وقد يصل بعض شرها القليل إلى بلاد أوربا، فالسنة التاريخية والحاضرة لهؤلاء أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، ليصلوا إلى إنشاء الدولة القطبية المنشودة من كلا الطرفين، فالرجل المعروف باسم (سيد قطب) هو مفكر إخواني تكفيري يرضاه كلا الطرفين: (القاعدة وفرعها، وإيران)، فيسلكون سبيل التفجيرات وتسميم أفكار الشباب بالثورات المزعومة للتغيير، فيبدؤون بتكفير حكام المسلمين أولًا، ثم زرع فكر الخروج عليهم، ويتم التعاون مع الشيطان في هذا السبيل، وقد كان ممن قصدت إيران الاستعانة بهم: (اليهود)، وقد حصلت إيران على شحنات من الأسلحة اليهودية، فمن ذلك:
– قام اليهود بتسليم شحنة من السلاح مع بداية الحراب ضد العراق: (كانون الأول) عام: (1980)، كما كشفته مجلة: (في بي دي) الفرنسية. وقد تحطمت طائرة أرجينية تحمل السلام من تل أبيب إلى طهران.
– كشفت (شميتز) من شركة بلجيكية (بي آل بي) بتاريخ: (2/ 1/ 1985) عن صفقات أسلحة يهودية لإيران، تقدر (164) مليون دولار، مقايضة بالنفط الإيراني.
– كشفت جريدة الرأي بتاريخ: (24/ 4/ 1988) عن صفقات الأسلحة اليهودية لإيران على مدى الأعوام: (1980- 1987)، ونقلت عن (شامير) نفسه سبب دعمه لإيران فقال:
أ- يجب على اليهود المحافظة على اتصالاتهم مع القيادة الإيرانية العسكرية.
ب- إن استمرار الحرب يضعف العراق العدو التقليدي لليهود.
ج- لقد تسببت الحرب بحدوث مزيد من الانقسامات العربية.
د- تبرع اليهود الإيرانيون لدولة إيران ب(70) مليون ريال لصالح الحرب مع العراق.
هـ- في عام: (14/ 2/ 1983) في ذكرى استلام الخميني الحكم في إيران تم لقاء حارٌّ بين رافسنجاني، والحاخام اليهودي: (أوريل دافيدي) في مبنى مجلس الشورى الإيراني، وقال الحاخام: (إن أطباء وجنودنا الآن في جبهات القتال) .
و- انتخب عام (1983) (خسرونافين) نائبًا لليهود في مجلس الشورى الإيراني، وقدَّم الشكر لإيران باسم اليهود، مذكرًا بالتعاون الفارسي اليهودي على مر العصور.
ز- تعاقد مجموعة من ضباط (سلام الجو اليهودي) مع دولة إيران، براتب يصل إلى (10) آلاف دولار لكل منهم، وذلك عن طريق (نمرودي) تاجر السلاح اليهودي الذي كان ملحقًا عسكريًّا لليهود في طهران.
– كما أن تنظيم القاعدة تمنى مجيء أمريكا إلى العراق، بل وخططوا لذلك كما اعترف بهذا (محمد مكاوي المعروف بسيف العدل).
كما أن كلا من الطرفين الإيراني والتكفيري؛ يكفرون حكام المسلمين وشعوبهم، ويسعون في هلاكهم.
فإذا اتفق الهدف، فلا تسأل بعد ذلك عن الوسائل التي يبثها لهم شياطين الإنس والجن، ويسعون بكل ما يستطيعون من شر السياسات التي ما نرى إلا جزءًا يسيرا من شرها، وما خفي أعظم.
الخاتمة:
إن شرَّ الإرهاب مستمدٌّ من روح الشيطان عدو بني آدم أجمعين، ومن تعاون مع الإرهاب هو من جند إبليس، فالإرهاب لا دين له إلا دين الشيطان الرجيم، فلا عجب أن ينسب هؤلاء الشياطين الشر للإسلام الذي يقطع دابرهم.
نسأل الله تعالى أن يجعل كيدهم في نحرهم، وأن يسلم المسلمين، وسائر الشعوب من شرورهم.