مقال للشيخ خالد الحماد

الخوارج بين الماضي والحاضر (2)

 تكلمنا في المقال السابق عن خطر فرقة الخوارج، والموقف الشرعي منهم، حيث تم وصفهم من النبي ﷺ بأشد العبارات وأعظمها، مما ينمُ عن خطر هذه الفرقة وعموم شرها على المسلمين، وهذا ما أثبته التاريخ الذي يشهدُ على جرائمهم.

من هم الخوارج وما هي مسمياتهم؟

تعريف الخوارج:

هم الذين يُكفّرون بالمعاصي ويَخرُجون على أئمة المسلمين وجماعتهم.

ويقول الشهرستاني في الملل والنحل: ” كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يُسمى خارجي، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان”.

كما يشمل اسم الخوارج كل من أخذ بأصولهم وسلك طريقتهم في التكفير والقتل، كجماعات التكفير في هذا العصر ونحوهم، وكما أخبر النبي ﷺ عن الخوارج الأولين فقد أخبر عن الخوارج المتأخرين، وأنهم يخرجون في كل زمان، وفي صحيح البخاري عن النبي ﷺ قال: سيخرج قومٌ في آخر الزمان، أَحداثُ الأسنان، سُفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، لا يُجاوزُ إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة.

ألقاب الخوارج:

للخوارج ألقاب عديدة أطلقها عليهم المسلمون، وعُرفوا بها قديما وحديثا منها:

  • الخوارج: سموا بذلك لأن النبي ﷺ وصفهم بأنهم يخرجون على حين فرقة من المسلمين.
  • المحكّمة: لأنهم فارقوا علياً رضي الله عنه بسبب مسألة التحكيم.
  • الحرورية: هم الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وعلى الصحابة، وحين خرجوا انحازوا إلى مكان يُقال له حروراء.
  • أهل النهروان: نسبة إلى المكان الذي قاتلهم فيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
  • الشراة: لأنهم زعموا أنهم يشرُون أنفسَهم ابتغاء مرضاه الله في قتالهم المسلمين، وقد أُطلق على فئات من الخوارج الأولين، ولا يزال الخوارج المعاصرون يرون أن هذا الوصف يمكن تحقيقه، وق كثُر تَغَنّي الخوارج بهذا الاسم وافتخارهم به، ومن ذلك قول عمران بن حطان الخارجي:

         إني أدينُ بما دانَ الشراةُ به           يوم النخيلة عند الجوسق الخرب

  • المارقة: لأن النبي ﷺ سمّاهم مارقة ووصفهم بأنهم (يمرقون من الدين).
  • المُكفّرة: لأنهم يُكفّرون بالكبائر ويُكفّرون من خالفهم من المسلمين
  • الناصبة: لأنهم ناصبوا عليًا رضي الله عنه وآله العداء وصرحوا ببغضهم.

هذه كانت أبرز ألقابهم، وكل هذه الأسماء يقبلونها باعتبار، وينفونها باعتبار آخر، أما تسميتهم ب(المارقة) فهذه يرفضونها رفضا قاطعا.

يتبع …