بلغ مكوث المد الإيراني في سوريا أكثر من عشرة سنوات، اتخذت فيها طهران كل سُبل الفساد والإفساد في البلاد، على كافة الأصعدة السياسية و الاقتصادية والأمنية وحتى الاجتماعية التي عمدت من خلالها طهران تغيير التركيبة الديموغرافية للشعب السوري خدمة لأجندتها المزيفة.

 

ولعل أبرز طريقه اعتمدت عليها طهران في الاختراق الديموغرافي السوري هي زيادة أعداد الشيعة، مستخدمة عدة طرق تحاول عبرها جلب أكبر عدد من السوريين إلى التشيع، كتقديم الأموال والمغريات المادية، وتقديم منح دراسية إلى الجامعات الإيرانية، وتوفير السلال الغذائية والرعاية الصحية من أجل تشجيعهم للتحول للتشيع.

 

وتحدثت “فورين بوليسي” الصحيفة الأمريكية مع عدد من السوريين الذين تحولوا للتشيع حيث قالوا إن الأوضاع الاقتصادية جعلت من الصعوبة عليهم تجاهل الامتيازات التي تقدمها إيران، وتعتبر تلك الممارسات ذات تأثير كبير على الفقراء السوريين.

 

وتزعم إيران أنها تمثل مصالحهم في أي اتفاق نهائي للتسوية وتطالب نيابة عنهم منحهم مناصب سياسية وفي الجيش والمؤسسات الأخرى للدولة.

 

كما قامت إيران بتجديد المزارات القديمة وبنت أخرى، وكأنها تحاول إعادة كتابة تاريخ سوريا الديني، والتي ظلت دولة ذات غالبية سنية بأقلية شيعية. كما افتتحت الكثير من المدارس والجامعات الشيعية والمزارات لتحقيق هدف التشييع ونشره بين السوريين.

 

وفي السياق ذاته نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفاصيل تحدثت عن تغيير طهران الشوارع السورية وجعلها تحمل أسماء ذات رموز دينية وطائفية، كتغيير اسم شارع «أنس بن مالك»، ووضعت لافتة كتب عليها «شارع الإمام الخميني»، وتغير اسم شارع «الجيش»، بوضع لافتة كبيرة كتب عليها «شارع الإمام العباس»؛ في إشارة للواء العباس التابع لها والموجود في المدينة.

 

كما قامت بتغيير اسم شارع «أبو غروب» ووضعت بدلاً منه لافتة باسم شارع «الشهيد قاسم سليماني»، كما غيرت اسم شارع «ساقية الري» بوضع لافتة تحمل اسم «شارع فاطميون».

 

وترغب طهران زيادة أعداد الشيعة في سوريا، في خطوة تحاول من خلالها فرض التمكين الطائفي والمذهبي لتحقيق أهدافها التوسعية في المنطقة.