اختلال المقاييس وهو ما يجري اليوم كالإقبال على الرأي التافه والإعراض عن الرأي الحصيف وتصديق الكاذب وتكذيب الصادق وإئتمان الخائن وتخوين الأمين وهو ما قد أخبرنا عنه الرسول ﷺ في الحديث: “سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة”، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرجل التافه يتكلم في أمر العامة).. ومن اختلال المقاييس تصوير الطيش أنهاعقلانية، والرعونة بأنها شجاعة، والفوضى نظام، والتمرد جَلَد، وخرق القوانين عدالة، واعتبار التهور صلابة، والهرج فلاح، والتأزيم إصلاح ، والخروج على ولي الأمر إيمان ، كما جاء في الصحيحين عن النبي ﷺ: “حتى يقال للرجل: ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان!”
وما يجري اليوم من التماس الناس العلم من أنصاف المتعلمين والأصاغر من أشراط الساعة
كما روي عن رسول الله ﷺ: أن من أشراط السّاعة ثلاثا: إحداهن: أن يلتمس العلم عند الأصاغر.. وعندما سئل رسول الله ﷺ عن السَّاعة؟ قال: علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشارطها، وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهرجا.. وقال ﷺ: “إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرتفع العلم ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل”. اذا ما عليه الناس اليوم من إشعال الفتن والتماس العلم من الأصاغر حتى التبس الحق بالباطل، وطاشت الأهواء بالعقول و النفس بحظوظ الأنانية البغيضة والعصبية الفئوية هو من أشراط الساعة الصغرى.. فهل من معتبر؟
نسأل الله العافية.!
الكاتب: حجاج بو خضور