الحديث عن الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وفي بلداننا العربية أصبح مادة علمية وإعلامية ودراسات وحروبٌ تُدار، وفي هذه الأثناء تجري التحركات السياسية والعسكرية لإبرام اتفاق ما نأملُ منه خيراً لأمتنا، هذا التحرُّك تقوده المملكة العربية السعودية ضمن لقاءات مكوكية واجتماعات متفرقة تحضيراً لمؤتمر هام وتاريخي بين الدول العربية المؤثرة والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء حالة الفوضى والعبث في منطقة عانت كثيراً من الحروب والفتن، تعبثُ به أيدي خارجية عبر السلاح والمخدرات، وعبر دعم المجموعات المتطرفة مثل داعش وحزب الله والحوثي والعصائب وزينبيون وفاطميون وغيرهم!
وعلى المؤسسات والأفراد أن تقف صفاً واحداً ضد هذا العبث المقصود لكي نُطهّر بلداننا من شراذم وفلول تلكم الجماعات وتأثيرها على الشباب والمجتمع، عبر نشر المخدرات والأموال الرخيصة، وعبر تغلغل خلايا إجرامية في أقطارنا يُراد لها أن تعبث بأمننا لنشر الفوضى والقتل والإرهاب..
ضمن هذه الحروب وضمن هذه الاستعدادات نلاحظُ نشاطاً إعلاميًا لشبكات وقنوات إعلامية تدعي الاستقلالية والكلمة الحُرّة، تخدم المشروعَ الإيراني في المنطقة، وتقف مع كل مشروع فوضوي ضد أمن المنطقة عبر بث الإشاعات والأكاذيب بحجة محاربة الأنظمة القمعية، وللأسف فإن تلك الحملات ممولة من أفشل أنظمة قمعية ومُتخلّفة!!
بثُ هذا الخطاب التحريضي الموجّه ما هو إلا معولُ هدم بيد العدو ضد هويتَنا العربية والإسلامية، وما ذلك إلا بسبب خلافات حزبية وصراع سياسي وفكري مع الأنظمة القائمة تنهجها تلك الأحزاب وتزعم بما تعمل أنه جهاد وإصلاح!
كم هي خطيرة ومأساوية تلك الحملات والكم الذي تحمله من التحريض والتشويه على انحراف الشباب نحو الغلو والتطرُّف والتكفير..
تلك الحملات والكم من الشائعات تصب في تنامي الكراهية والتحريض في قلوب وعقول الشباب المسلم، هو انفصال عن أي دور إيجابي في بلدانهم مما يؤدي إلى تفكيك الدول وبعثرة أوراقها، وإفراغها من شبابها وطاقاتها، وتسليمها هدية مجانية لمن يتربص بها.. ويكون الشباب ضحية تلاعب الإعلام والتمويل المُتطرّف!
يجب علينا أن نتفاعل إيجابياً مع أي تحرك لحكومات المنطقة نحو الإصلاح، ونحو الجهود والمساعي التي تقوم بها الدول لردم الخلافات البينية، والتصالح والاجتماع على كلمة لصالح شعوب المنطقة في الشام والخليج والعراق ومصر وتركيا..
لا نزعمُ المثالية والعصمة لحكومات المنطقة، وإن اختلفتَ مع هذه الحكومات فخلافك ضمن البيت الواحد، خلافا على النهج الحكومي مع ملفات داخلية سياسية وأمنية واقتصادية، بينما خلافنا مع أعداء الأمة المتربصين هو خلاف على البقاء والوجود، وخلاف على الدين والهوية..
يجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع مجتمعاتنا، يجب علينا أن نكون عناصر بناء لا هدم، وأن نتصالح فيما بيننا، وعلى هذه الأحزاب أن تتقي الله.. وأن تتوقف عن لعب دور الخائن الذي يأتي بالعدو ليُمكنهُ من بيته ثم سيكون هو أول الضحايا التي سينحرُها العدو!
يكفي التلاعب بالشباب عبر الحماسة تارة وعبر الإشاعة والأكاذيب تارة أخرى..
إن ديننا الإسلامي يمنع كل ما سبق ذكره من ترويج للشائعات والأكاذيب التي تقوم به تلك الجماعات، وهو من أعمال وصفات الخوارج والرافضة، وكذلك فعلوا مع الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكأنهم يشربون من كأسٍ واحدة!!
ما يجب علينا عمله:
حث الشباب على الانشغال بما يخدم أوطاننا، وتعليمهم وتربيتهم على التمسك بعقيدتهم وعلى محاربة الأفكار الخارجية والتكفيرية، وعلى التصدي لمشاريع تغيير عقائدهم عبر ما يُسمى “بالتشيّع السياسي”، والذي يهدفُ إلى ضياع العقيدة الصحيحة أولاً.. ثم نشر الفُرقة والقتال بين الشعب الواحد، بل المدينة الواحدة والقرية الواحدة ولعشرات السنين..
لقد ضاعت البوصلة عند تلك الجماعات، وتخلّت عن الإسلام ومبادئه وهي لا تشعر، فالإسلام يدعو إلى التوحد والاجتماع والعمل ضمن جماعة المسلمين “الدولة”..
إن البوصلة عند هذه الأحزاب والجماعات الممولة من الأعداء مُتجهة نحو الكرسي وبريق الحُكُم وأحلام السُلطة، هنا تُفارق تلك الجماعات مُجتمعاتها وعقيدتها وأوطانها لتكون معولاً قبيحا أعمى يستخدمه العدو لحين من الوقت.. ثم يرمي به في قارعة الطريق.
والله ولي التوفيق