تمهيد
لقد أسس تنظيم داعش دولته المزعومة في عدة محافظات سوريةوعراقية، أخذت منطقة جغرافية كبيرة، وأسست نظاما عسكرياضبطت به المناطق وحكمتها، واستقرت لأكثر من عامين قبل أنيبداً التحالف الدولي بالحرب ضد هذا التنظيم، ولا شك أن هذاالتنظيم له أتباع ومؤيدين وداعمين، كما له أفرع وخلايا نائمة، وقوة كامنة، وان تشتت هذا التنظيم وتساقطت قياداته، وانهارتقواه، يبقى من السهل عودته، فلا زال يتمتع بوسائل العودة، ولازال جنوده يتواصلون ويتواجدون في الباديتين السوريةوالعراقية، بل يتواجدون في مدن وقرى سورية وعراقية، وهذايُعطيه إمكانية العودة إن سمحت له المعادلات المعقدة، والمصالحالمتناقضة، وعبر تحركاته الأخيرة يعطينا إشارات بإمكانية إنعاشهمجددا .
تحركات داعش:
استمرّت داعش بعمليات خاطفة بين فترات زمنية متفاوتة، وتركزهذه العمليات على استهداف عناصر لجيش النظام أو عناصرالميليشيات عبر عبوات ناسفة، وفي هذه الفترة الأخيرة تميزتعمليات داعش و خلال الشهرين الماضيين بالقوة والعنفوالنشاط، حيث تركزت على صهاريج النفط لقسد في المناطقالشرقية والشمالية من دير الزور، كما استهدف صهاريج ميليشياالقاطرجي في المناطق الغربية من دير الزور، خاصة في منطقةأبو خشب وبادية التبني، واعتمد التنظيم بشكل أساسي علىالأسلحة الرشاشة دون اللجوء إلى العبوات الناسفة، مما يشيرإلى اختياره لمواقع وعرة قريبة من الطرق الاعتيادية لمرورالصهاريج، مما يصعب على القوات الأمنية حماية تلكالصهاريج، حيث نفذ منذ بداية العام الحالي ٣٣ هجوماً استهدف صهاريج نقل النفط التابعة لقسد (٢٤ هجوم) والقاطرجي (٩هجمات)، العاملة ضمن قوات الدفاع الوطنيالتابعة للنظام السوري.
الدعم الاقتصادي للتنظيم:
ويستغل التنظيم هذه الهجمات الاقتصادية للحصول على مواردمالية وأن يتم الدفع له من قبل المستفيدين مقابل عدم التعرضلهذه القوافل النفطية، ومن المتوقع استمرار وازدياد هذه العملياتفي المستقبل، وهي إشارة كذلك على أن التنظيم بحاجة إلىأموال لتغطية عناصره وعملياته، وللتوسع في عمليات كبرى فيالمستقبل حيث يقف التنظيم اليوم على أبواب بغداد دون رد فعلقوي وحقيقي من الأجهزة الأمنية العراقية، حيث ينتشر بقوة فيمناطق كركوك، وتكريت، والرمادي، وديالى، وخورماتو، وداقوق، والثرثار، ومرتفعات جبل حمرين وكذلك استمرار تحركات وأنشطةلتنظيم داعش في منطقة الطارمية بشمال العاصمة الاتحاديةبغداد، هذا بالاضافة إلى انتشاره في سوريا في بادية ديرالزوروحماة وحمص وغرب ديرالزور، ويتواجد في شرق ديرالزوربصورة ملفتة ولهم نشاط دعوي عبر المساجد وحلقات التحفيظ.
الملخص:
تنظيم داعش يتطور بشكل كبير نحو دخوله ضمن الانتفاعالاقتصادي، وبهذه الخطوات من الواضح حاجة التنظيم إلى المالليطور نفسه وليندفع نحو مناطق أكثر حيوية، وكذلك سينشط علىتجنيد أكبر في أوروبا والخليج حيث سيكون موردا ماليا من تلكالعناصر والخلايا النائمة، ولديه منشورات ثقافية وتعبوية يتمإرسالها لأتباعه في الخارج لكي يُحافظ على الكتلة المؤيدة له، وسيستفيد سريعا من أي فوضى قادمة أو اقتتال في المناطقالساخنة التي يتواجد فيها.